في عرض بالمسرح البلدي بسوسة:رشدي بلقاسمي يمتع الجمهور

الشروق – مكتب الساحل: بعد عرضين إيقاعيين لاتيني وجزائري، عاش جمهور المهرجان الدولي للإيقاعات العالمية – والذي تنظّمه جمعية «نحب سوسة»- مع عرض جمع بين الإيقاع والرقص الشعبي للفنان رشدي بلقاسمي بعنوان «الكبانية» احتضنه المسرح البلدي بسوسة. عشرون رقصة من عشرين ولاية، جولة في الزمن ضمن جدلية الحاضر والماضي صاحب فيها الجمهور الحاضر رشدي ببعديه الراقص من خلال رقصات من زمن عندما كان الرقص لغة المشاعر وما تعجز عنه اللغة المنطوقة، والبعد الثاني رشدي الأكاديمي من خلال الفواصل التاريخية النظرية التي حرص على توظيفها في العرض حيث كان قبل كل رقصة يقدم بسطة تاريخية عن كل رقصة مرسخا الخلفية الثقافية لعرضه. وفسر رشدي بلقاسمي ذلك من خلال لقاء ب «الشروق» قائلا «حرصت على ذلك حتى أثمّن ما أقوم به وحتى يكون لرشدي الأكاديمي حضور بحكم دراستي المعمقة في اختصاص أنتروبولوجيا الجسد»، وأكّد بذلك رشدي أنه ليس مجرد منفعل مع الإيقاعات بل فاعلا وليس متأثرا فحسب بل مؤثرا، فدخل قلوب الجماهير ليس من باب الظواهر الفنية بل كصاحب مشروع. «الكبانية» أوّل أسسه انطلق فيها بمنبت الرقص الشعبي المنبثق من الطبقة الكادحة وهي العمال ومن ترجمتها الفرنسية تم اشتقاق لفظ «الزوفرية» ومن لفظ «خدام حزام» كان الانتباه لدور الحزام في العمل وتم استخدام الحزام في الرقص الذي يرجع الفضل فيه إلى النساء وتم استخدام الحزام في «الفزاني» هكذا أطّر رشدي للحاضرين العرض وانطلق في جولته الفنية التاريخية من القصرين برقصة الشالة ثم قابس من خلال رقصة بوزيقة، صفاقس، الفزاني القرقني، رقصة الجندادي بالقيروان ، سوسة القيبا ثم الوطن القبلي تلاه فزاني العاصمة فحضرة بنزرت، الغربي الباجي، فزاني العربون من جندوبة، العلاجي الكاف، الدرّازي بالقصرين، بونوارة سليانة وختم جولته بالصوفي والزادي القفصي. رقصات عكس فيها رشدي مهارة كبيرة في الرقص وعمقا ثقافيا في توظيفه صاحبته فرقة تتكون من خمسة عازفين أبدوا بدورهم حرفية كبرى. وختم رشدي العرض بدعوة بعض الجماهير إلى الركح وتمكينها من الرقص في جو تنشيطي، سهرة تفاعلت معها الجماهير الحاضرة إيجابيا من خلال الهتافات والتصفيق وأثبت فيها رشدي أنه فنان سائر نحو إعادة الزمن الجميل للرقص الشعبي في عمقه التراثي وفي أبعاده التعبيرية بعيدا عن كل ميوعة أو استهتار ومرسخا منطق الفنان المثقف الذي يدرك ما يفعل ويتقن ما يعمل.

رضوان شبيل
21-12-2018