فنانة تونسية تالقت خارج حدود الوطن، نجحت وافتكت مكانتها في الساحة الموسيقية الغنائية، لحّن وكتب لها ثلة من امهر موسيقيي العرب ولعل ابرزهم القيصر كاظم الساهر والكبير سيد مكاوي، تونسية الهوية يعرفها كل العرب، تونسية تعتز بانتمائها إلى هذا الوطن، فنانة غابت لسنوات عن ركح قرطاج العظيم لتعود اليه في 2019. وبعد اخذ ورد و «ماخذة بالخاطر» كما قال مدير المهرجان جاءت لتعتلي قرطاج وتثبت انّ لها محبيهاّ، لها رصيد غنائي يؤهلها لاعتلاء اكبر المسارح، هي لطيفة العرفاوي أو لطيفة التونسية التي امّنت سهرة 19جويلية وامتعت جمهورها ومحبيها وقدمت باقة من اغانيها التي يحفظها جمهور قرطاج الدولي.
لطيفة: فنانة ذكية في التعامل مع جمهورها
دخلة ممتعة، اعتمدت الإبهار منذ انطلاق العرض، صوت الناي يصدح عاليا مع ايقاعات موسيقية تونسية ومجموعة من الكوريغراف الشباب امنوا انطلاقة الحفل فاختلطت كل التلوينات الفنية من الرقص والموسيقى ومسرحة الأغنية لتشد انتباه جمهورها منذ اللحظة الأولى للعرض و يكون «الشو» مفاجأة حلوة تمتع البصر، لطيفة حيّت جمهورها قبل الغناء وعبرت عن فرحها لعودتها الى قرطاج بعد غياب أعوام وأكدت انها ستمتعهم وبالفعل قدمت عرضا ممتعا، جمع كل التلوينات الفنية، غنت وتماهت مع الفرقة الموسيقية واختارت الاغاني الصاخبة ذات النسق المتسارع ليظل الجمهور مقبلا على الرقص و المتعة. لطيفة العرفاوي او لطيفة التونسية عادت بالذاكرة إلى سنوات التسعينات، عادت بجمهورها الى سنوات كانت فيها سيدة الركح ولها جمهورها الغفير جدا وقدمت لهم «حبك هادي» و«ان شاء الله» و«احلى حاجة» و«لما يجيبوا سيرتك»، ربما كانت سهرة الحنين، سهرة غنت فيها باقة من اغانيها القديمة لتحمل المتفرج ليعود الى ذكرياته التي خلت، عودة ساعده فيها عرض «فيديو كليب» كلّ أغنية، ومع كل «كليب» هناك ذكرى ما تدغدغ ذاكرة المتفرج ، وربما اختيار تمرير الكليبات لم يكن من الفراغ فصوت لطيفة كان متعبا وبتمرير الكليبات سيقل تركيز الجمهور على الصوت ليستمتع اكثر بذكرياته وفي ذلك ذكاء تونسي مطلق. فلطيفة فنانة ذكية عرفت جيدا التعامل مع سحر قرطاج والتعامل مع الجمهور الحاضر (جمهور محترم العدد تقريبا مثل جمهور فايا يونان) .
لطيفة: تونسية وكفى
تجنّدت لقرطاج، من خلال الشو والتكامل بين الفنانة والفرقة الموسيقية التي قادها المايسترو محمد الأسود يبدو أنها عملت بكل جدّ للتحضير لعرضها على ركح قرطاج الساحر، عرض حاولت فيه لطيفة ان تكون خفيفة الظل، غنّت وأحيانا حملها الحنين لتخاطب محبيها، ومرات تتفاعل مع الأغنية وتنسى انها على الركح، لطيفة العرفاوي كانت تونسية جدّا، غنت مجموعة من أغانيها التونسية لحنا وكلمة، صوت الناي والإيقاعات كانا الأسبق للمتعة الموسيقية أيضا. قدمت النشيد الوطني للجزائر مباركة للجزائريين فوز منتخبهم الوطني بكاس افريقيا لكرة القدم، لطيفة كانت تلقائية في تعاملها مع جمهور يحبها توافد على قرطاج ليعبر عن حبّه عبر الهتاف «لُطيفة»، لطيفة العرفاوي لها رصيد غنائي كبير منذ اول البوم عام 1986 «مالقتش مثالك» الى اخر البوماتها «فريش» وبينها ألبومات كثيرة على غرار سكوت حنصور واحلى حاجة فيا والدنيا بتضحك ليه، مسيرة فنية تجاوزت التسعة وثلاثين البوما مع تجارب مميزة في الفيديو كليب والسينما والمسرح الغنائي، فنانة لها تجربتها الثرية التي تسمح لها بصعود قرطاج، وهي التي كتب لها ولحن ابرز الأسماء في العالم العربي على غرار سيد مكاوي وكريم العراقي ومحمد الموجي وزياد الرحباني وبليغ حمدي ومحمد الجبالي وغيرهم ممن آمنوا بقدرتها على افتكاك موقعها في الساحة الفنية العربية. لطيفة تونسية جدا، بسيطة في التعامل مع محبيها وصادقة في التعبير عما يخالجها،غنت بكل الحب ودعت الشاب احمد الرباعي صاحب الصوت الجميل ليشاركها في تقديم اغنية «اهيم بتونس الخضراء» و كانت بسيطة على الركح وامتعت جمهورها، وجودها على ركح قرطاج كان رهانا وكسبت الرهان وفنّدت مقولة «الماخذة بالخاطر» لأنها جنّدت نفسها وكامل المجموعة لتقدم عرضا تونسيا ممتعا خفيف الروح و متنوّع ، عرض يثبت ان لطيفة التونسية قادرة على اعتلاء قرطاج هي ككل فنان تونسي يؤمن بنفسه وتجربته وفنّه.
كلما صعد على الركح بعث الفرحة
له حضور عجيب على الركح، له طاقة حب كبرى لينشرها على الجمهور وان كان بالآلاف وجوده يبعث الفرحة والرهبة في الجميع، الكوريغراف رشدي بلقاسمي الذي اختار الرقص التونسي مهنة وهوية كان على ركح قرطاج مع لطيفة العرفاوي، رشدي بالدمقري الجميل والشاشية الحمراء صعد الركح وسط هتافات الإعجاب من جمهور احبّه وأحب رقصه، رشدي بلقاسمي كان نقطة قوة في العرض، فنان صادق يعود إلى قرطاج بعد تجربة 2017في عرض «المنسية» ليثبت انه فنان مختلف يعمل بصمت ويحفر في الذاكرة الجماعية ليعرف بالخطوة التونسية في كل العالم، لطيفة تماهت مع رشدي في الرقص وحاولت ان تتقن الخطوة وهو ابدع امام تيه أغلب الراقصين الموجودين على الركح. رشدي بلقاسمي امتع الجمهور الذي طالبه بالمزيد، رقص بكل تلقائية وكل حب فهو العاشق للجسد وللغته التي لا تعترف بالحدود أو بالحواجز.