« شغل ».. عمل فني جديد لرشدي بلقاسمي يستحضر فيه جسد الأم وطقوس العبور

« شغل » كلمة ترتبط في الذاكرة الشعبية بالمنول (المنسج) والخيوط البيضاء وأشرطة الصوف وموسيقى الأصابع إذا غازلتها بالرطاب والخلالة وأصوات النساء وهن يصدحن بالأهازيج والأغنيات ويتبادلن الحكايات.

هذه العبارة المحملة بالذاكرة والذكريات، ألهمت الفنان رشدي بلقاسم الذي راكم حصيلة نظرية وتطبيقية في مجال الرقص وخط اسمه في خانة الثوار على السائد والمألوف وكانت إسما لعرضه الفني الجديد الذي يرى النور بعد عدة أشهر من العمل الدؤوب.

ويأتي الموعد مع الكوريغرافيا التي يسائل فيها رشدي بلقاسمي الأطر التي تحاوط الجسد على طريقته، بعد انتهاء الإقامة الفنية التي تشكلت فيها أولى ملامحها لاتنتهي إلى عرض يستحضر جسد الأم وطقوس العبور.

وفي « شغل » يروي بلقاسمي أكثر من حكايات ليرجع دائما إلى تيم الجسد التي تستأجر بكل موضوعات أعماله ولأنه محمل للفن الذي يؤمن به وبقدرته في تغيير العقليات وتحريك الرواسب داخلها ونفض غبار التخلف عنها.

وهذا العمل تم تطويره بدعم من مؤسسة كمال الأزعر وصندوق تشجيع الإبداع الأدبي والفني، وقد ساهم فريق كامل في هذه الكوريغرافيا الناطبة بالصورة والتمر والمحملة بروتينات متنوعة من الماضي الموضح بالرقصات والموسيقات المارقة عن كل تصنيف.

اما الموسيقى فقد أوجدها أسامة السعيدي عن موسيقى أصليةمسجلة مع فرقة الأمير الساحل والراقصتين دليلة الطرابلسي ومونيا بكار، فيما اهتم مروان الهاني بالسينوغرافيا ووضعت رجاء النجار لمستها في الأزياء، ويحضر في هذا العمل أسامة حنيني مساعدا كوريغراف وبشير زين مسؤولا عن الصور والفيديو.

يسرى الشيخاوي
25-03-2022