جسد رشدي بلقاسمي قارب نجاة العرض

لحركاته وقع نبض الحياة، له سره ولرقصه شيفرات لا يعرف كنهها غير حركات جسده، هو «منقذ العرض» كما سماه البعض، او هو قارب نجاة انقذ بجسده وبرقصه العرض من السقوط في هاوية الفشل، الكوريغراف رشدي بلقاسمي وكما عهده الجمهور كان مميزا وانيقا حضر في ثلاث لوحات انقذت العرض، لوحات ابدع فيها رشدي بلقاسمي، لوحات حرر فيها جسده من كل القيود رقص بحرية، تعنّت ورقص بحزامه، تحدى كل الناقدين ورقص. رقص أولا بلباس قرقني، ومن ثمة رقص بالدنقري، في لوحاته لكل رقصة لباسها وحركتها المختلفة، على الركح ولدقائق يقدم رشدي بلقاسمي تاريخ الخطوة التونسية، بجسده ياخذ المتفرج الى حكاية كل خطوة ويقدم توثيقا للعلاجي وبونوارة. رشدي بلقاسمي وجسده الثائر كتب ملحمة راقصة على الركح ملحمة قوامها الجسد ولغته الصامتة، على الركح صرخ جسده عاليا ان احبوا الحياة واعشقوا تفاصيلها، غنوا واحلموا فالحلم حق، رشدي اهدى رقصته المتمردة الى نواب حركة النهضة الذين قاموا بتغطية وجوههم عندما نزع قميصه. وكالعادة انقسم الجمهور نصفين في تعليقاتهم على رقصة رشدي بلقاسمي، قسم رأى في رقصه ابداع وتميز رأوه كطائر الفينيق ينبعث من رماده ورأوا ان ضحكته عنوان للجمال والحب، اما الشق الاخر فلامه لانه نزع قميصه، ونقدوا رقصه بحزامه واتهم بعدم التمييز بين الرقص في حفل خاص والحضور على الركح، ووصل الاتهام حد التشكيك في أشياء كثيرة خاصة به.. نقد وانتقاد طال حركات رشدي بلقاسمي الذي يعتبر أن «كلما نقدوني أكثر فذاك دليل نجاحي، وكلما استطعت استفزاز الجمهور زادت ثقتي بما اقدم»، رشدي بلقاسمي استفز الجمهور، كان أداؤه مميزا ومختلفا شد انتباه الكثيرين، قدم درس في تاريخ الخطوة التونسية بكل جرأة، فنان لا يعرف طريق المهادنة فهو عاشق للتمرد والاختلاف. لم ينجح عرض افتتاح مهرجان قرطاج في شد انتباه الجمهور، عرض يطرح السؤال كيف تختار عروض الافتتاح؟ لم كل ذاك البرود في عرض الافتتاح لاكبر مهرجانات تونس؟ اين الابداع عند الفنان التونسي؟ وهل حقا سبق للمجموعة وان قامت بالتمارين و «البرايف»؟ لان هناك تنافر ونشاز بين المغنين والعازفين في اكثر من أغنية.

بقلم مفيدة خليل
15-07-2017