تعرضت لحملة مسيّسة… وعروضي تؤرّخ للرقص الشعبي في تونس

أصبح الفنان رشدي بلقاسمي منذ ما عرف بحادثة قرطاج محل اهتمام العديد من المؤسسات الثقافية والمتابعين للشأن الثقافي والفني بالبلاد حتى أنه بات حاضرا في عديد التظاهرات والمهرجانات الوطنية والجهوية على غرار المهرجان الوطني الأخير للرقص والموسيقى بقعفور الذي شارك فيه بعرض راقص بعنوان « الزوفري » . مكتب سليانة (الشروق) ـ وأثار رشدي بلقاسمي في جويلية الماضي خلال مشاركته في افتتاح مهرجان قرطاج الدولي بعرض « 60 سنة موسيقى تونسية » جدلا كبيرا بسبب أدائه الراقص الذي وصفه عدد من الجمهور وقتها بالمخل بالحياء والميوعة. ونشر الفنان في الابان تدوينة على حسابه الخاص على موقع فيسبوك رد فيها على منتقديه وأساسا الحاضرين خلال العرض والذين غطوا وجوههم عند صعوده الى الركح. وجاء في تدوينته « غطاوا وجوهم عند صعودي » مضيفا انه « يهدي لهم هذا العرض ». « الشروق » التقت رشدي بلقاسمي في الدورة الأخيرة من المهرجان الوطني للرقص والموسيقى بقعفور فكان الحوار التالي: أولا من هو رشدي بلقاسمي ؟ رشدي بلقاسم من مواليد مدينة مساكن من ولاية سوسة، درست بالمعهد العالي للفن المسرحي ثم درست الرقص المعاصر لمدة 5 سنوات، بعدها تعلمت شتى أنواع الرقص ( الكلاسيكي، الجاز، المعاصر والشعبي )إذ تخصصت في هذا الأخير لأنه الأكثر تداولا في بلادنا، كما أنه يؤرخ لحقبة زمنية كاملة لا يجب تناسيها بأي شكل من الأشكال. كما كنت سنتي -2012 2013 سفيرا للرقص التونسي باليونسكو بفرنسا. كيف كانت الانطلاقة ؟ بعد معرفتي الشخصية للسيدة خيرة عبيد الله (أصيلة مدينة قعفور) والتي تعتبر من الراقصات الأوائل ببلادنا رفقة الراقصتين زينة وعزيزة، إلا أن الراقصة خيرة كانت في الحقبة البورقيبية ذات شهرة كبيرة، كما كانت من الراقصات المفضلات لديه، وتعتبر السيدة خيرة من مؤسسي الفرقة الوطنية للفنون الشعبية، لذلك تتلمذت على يدها لأنها تعتبر مرجعا من مراجع تاريخ الفن الشعبي ببلادنا وخاصة منه تلك المتعلق بجانب الرقص. خلال عرضك الأخير بقرطاج تعرضت لوابل من الحملات والتعليقات، ما تعليقك على هذا ؟ يعتبر الرقص بصفة عامة والشعبي بصفة خاصة من بين الفنون التي تدرس، كما أن الرقص الشعبي يعتبر الأكثر تداولا في أفراحنا، الشيء الذي شجعني على الغوص في هذا العالم الفني. وبعد إلمامي بتاريخ الرقص الشعبي على يد الأستاذة خيرة عبيد الله، أتت فكرة التعريف بها من خلال عرض متكامل يشمل كل أنواع الرقصات الشعبية التي كانت تمارس في أعراسنا في الماضي والحاضر. أما عن الحملات والتي اعتبرها مغرضة ومسيسة بالدرجة الأولى فأقول أن الصورة التي تداولتها شبكة التواصل الاجتماعي ضدي، لم تباشر العرض عن قرب الشيء الذي جعلها تعلق من منطلق رجعي بحت، في حين أن من واكبوا العرض من أوله إلى آخره لم أر منهم سوى التصفيق والتشجيع المتواصل. « الزوفري « تسمية لكامل العرض الراقص. ما المقصود من ذلك ؟ «الزوفري» هي كلمة مدبلجة من كلمة les ouvriers وهي ترمز للعمّال بصفة عامة، ذوي السواعد القوية والذين يخوضون معركة يومية مع « الخبزة »، إذ قديما كانت تقام رقصات رجالية بحتة في الأعراس بشيء من التنكر من خلال لباسهم النسوي، ويقومون بحركات تحاكي الأعمال التي يقومون بها مثل رقصة « المنجل » « والبرويطة » و«البالة » و« البيوش »…كل هذه الرقصات مازالت تستعمل إلى اليوم بالعديد من « الربوخات »، الشيء الذي جعلني اختزلها في عرض راقص لمدة 45 دقيقة يحاكي كل أنواع الرقصات الرجالية منذ القرن 19 إلى اليوم، وهو بالتالي يؤرخ لحقبة زمنية تجاوزت القرن من الرقص الرجالي في محافل الأعراس. خاتمة هذا الحوار ماذا تضيف ؟ كل ما أقوله أننا نعيش مطلع الألفية الثالثة وما تحمله من تطور فكري وعلمي ….لذلك فدور الفنان بصفة عامة تعرية وفضح المستور من خلال ما نقدمه من أعمال فنية هادفة المراد منها تأريخ للماضي الذي يعتبر جزء منا ومحاكاة للحاضر.

حوار مراد البوبكري
15-09-2017