العقربي يكرّم حبوبة في مهرجان الحمامات الدولي: «يا نسمة فزي جواباتي هزي.. ولحبوبة قولي «خلوهولي ريدي رفيق العمر

جميل ان نرد الاعتبار للمبدع، جميل ان يعترف الصغار بفضل الكبار خاصة في الموسيقى والفن عموما، جميل ان يتواصل ابداع السابقين ويحمل الشباب مشعل الفن عنهم، و حبوبة اسطورة المزود، حبوبة صانع الجدل والمثير للقصص، حبوبة ملك الفن الشعبي، حبوبة حضرت روحه مساء السبت في عرض لسمير العقربي، غاب جسد حبوبة لانه يقيم في فرنسا للعلاج ولكن حضرت اغانيه، حضرت رقصته حضرت روحه وحضر من خلال فيديو وجهه الى جمهوره في تونس.في الحمامات كان

الموعد مع سهرة تونسية الهوى والروح والانجاز والكوستيم، اينما وليت وجهك وجدت الوان تونس ورائحتها منذ الفكرة حد الانجاز، في سهرة عنوانها «تكريم الهادي حبوبة» تكريم اشرف عليه موسيقيا سمير العقربي واخراج للشادلي العرفاوي وكوريغرافيا لرشدي بلقاسمي بمشاركة كل من الجليدي العويني و انيس الطرابلسي وزهرة الاجنف ومحمد السياري ومحمد العربي القلمامي وفتحي البجاوي ومحمد الهادي العقربي ونرمين صفر ومنى التلمودي وطارق عقربي وحامد بادوس وقدور وامير عبد الله وهشام سلام جميعهم حيوا حبوبة بطريقتهم الخاصة.

في تكريم حبوبة حضرت ألوان الحياة

انها تونس الحياة، تونس التعدد تونس الفن تونس الابداع والاختلاف، تونس القيثارة والمزود والكمنجة والناي، تونس الالوان الموسيقية المختلفة اختلاف لهجاتها وتونس الفولارة و الدنقري و العنبر والياسمين، تونس الريف والمدينة، تونس النشوة والفرح، هكذا هي تونس كما حضرت على ركح الحمامات الدولي في سهرة لتكريم الهادي حبوبة. هي تونس بمختلف الوانها وتجلياتها، تونس الرقص والضحكة الصادقة، تونس المتعة والسحر، تونس جبال الكاف العالية ورمال الصحراء الساحرة وكثبانها الذهبية المميزة تونس موج البحر غير البعيد، تونس الفن والعرفان بالجميل وفي سهرة تونسية الروح والقلب اعترف سمير العقربي بفضل الهادي حبوبة على مسيرة الاغنية التونسية لسنوات. على الركح اتحدت كل الالات واختلفت نغماتها جميعها اتفقت على ان تكون مميزة واستثنائية كما حبوبة، اكثر من 40 اغنية لحبوبة حضرت على الركح، مجموعة من اصدقاء حبوبة كانوا موجودين بداية الحفل كانت مع شريط فيديو قصير توجه من خلاله الهادي حبوبة برسالة الى جمهوره في تونس والى الموسيقيين مؤكدا رغبته في الحضور لولا قساوة المرض، فصعود للشاعر الجليدي العويني لتحية الجمهور باسم حبوبة وللمرأة التونسية في عيدها قال « انت غرامي انت زرعت الفرح بين ايامي ولو غبت يا محبوب من قدامي كنوز السماء والارض ما يكفوني ريدي رفيق العمر» وهي تحية حبوبة الحاضر بفنه الى نساء تونس. تنطلق الموسيقى والبداية مع صوت الطبلة، معلنة عن بداية الجولة في موسيقى الهادي حبوبة الذي انطلقت مسيرته الفنية كعازف على الطبلة اولا، ثم التقى الجمهور مع «حامد بادوس» عازف المزود، شيخ تركت السنون اثرها في جسده النحيل وحركاته المرتعشة ولكن ارادة الحياة كانت اكثر قوة وظل متمسكا بالته تلك يعزف ويمتع الجمهور وكان الفنان لا تكبر موسيقاه ولا تشيخ روحه. ثم تدخل الفرقة والكورال، المميز هو الالوان، الوان تونسية، الوان تبعث على الحب والحياة وتبعث في النفس البهجة، ازياء رجالية تراوحت بين الابيض والاسود والشاشية التونسية والشال الجنوبي و القمصان كتلك التي يلبسها حبوبة في حفلاته، اما الملابس النسائية فمختلفة اختلاف الفنانات، اختلاف ابدع عبد السلام الجمل صانع الكوستيم في تجسيده، لكل فنانة لباسها المميز كما شخصيتها ما يجمعهن هو اللون التونسي و «الفولارة التقليدية». على الركح غنوا جميعا، الكل يغني لحبوبة، لحبوبة اهدوا الحفل ومعه محبة منقطعة النظير لفنه ولموسيقاه، العقربي كما فارس يتجول بين فرسانه يشحذ هممهم ليواصلوا، يوشوش لهذه ان تواصل الرقص ويهمس الى الاخر ان يواصل على نفس الايقاع، ويطلب من الجمهور ان يشاركهم محبة الهادي حبوبة، اكثر من سبعة عشر اغنية للهادي حبوبة قدمت في حفل تكريمه، من « طيح التالي» الى «باب السويقة» و «يا نسمة فزي» و «ناري عالزينة» و «السر والكمون» و «اك ديلالي» و «يالعار» و «ميقودة» و «نا عشقت غزالة» اغان يحفظها الجمهور التونسي قدمت على الروح بارواح مختلفة بعضها قدم بلمسة وروح الهادي حبوبة واغان اخرى اضاف عليها سمير العقربي بصمته الخاصة وبعضا من عشقه للموسيقى وأخرى قدمت بجنون الفنانات وجموحهن الى الاختلاف، حتى اصبح الركح فيسفساء من الاصوات والاغاني فسيفساء تونسية بامتياز فسيفساء عنوانها الاعتراف للهادي حبوبة وتكريمه. لك ان ترقص…لك ان تحلم دع جسدك يشارك الجماعة حلمهم دع جسدك يكتب إلياذته الخاصة، دعه يعبر دعه يتحدث عن الخطى التونسية وقدمها، دعه يكون عنوانا للاختلاف والتميز، وفي حفل تكريم حبوبة حضر الجسد بلغته الصامتة الصاخبة، على ركح الحمامات شاهد الجمهور ألوانا مختلفة في الخطوة والحركة، تقاطعت خطوة الهادي حبوبة مع رشدي بلقاسمي، رقصة حبوبة كانت حاضرة عبر الفنانين الذين غنوا له وقدموا خطوته على الركح، جنون حبوبة في الرقص كان حاضرا لدى انيس الطرابلسي. في حفل تكريم حبوبة حضرت اللوحات الراقصة بكثرة فالكل اراد ان يعبر عن وجوده بلغة الجسد، و لأنه المبدع دوما المجدد في طريقة رقصه، فنان مؤمن ان الخطوة التونسية تاريخ وجب الحفاظ عليه والبحث فيه، على الركح كان مختلفا، للمرة الاولى يلبس الاسود ، لم يستغنى عن «الحزام» مع التجديد في الرقص، الكوريغراف رشدي بلقاسمي مصمم اللوحات رقص ايضا في تكريم حبوبة وقدم لوحات فردية تقاطعت فيه خطوة حبوبة مع خطوة بلقاسمي والخطوة التونسية فكان اللقاء مع مزيج من الخطوات تبهر العين وتمتع الروح. على الركح كنّ جميلات، مجنونات متمردات عاشقات لما يقدّمن، لكل واحدة منهن سحرها ولكل منهن طريقتها في التعبير عن كوامن الذات، اشتركن في حب الرقص وتميزن واتقن ادوارهن وحركتهن جيدا، ثلاثتهن كنّ مميزات، تدربن لخمسة اسابيع مع رشدي بلقاسمي ليقدمن لوحات جد انيقة بعضها هادئ وبعضها مجنون جنون اغاني الهادي حبوبة، امنة بوناب راقصة اللاتينو ونافلة ومنى التلمودي، اشتركن في منح اجنحة للحلم والمتعة لكل من حضر عرض «حبوبة يغني، حبوبة يرقص» ثلاثتهن رقصن وشاركهن الجمهور متعتهن، ثلاثتهنّ تركن للجسد حرية التعبير وحريته في كتابة تكريم يليق باسطورة الفن الشعبي الهادي حبوبة. لأكثر من ثلاث ساعات توفرت كل عوالم الفرجة والمتعة، الكل رقص والكل غنى، والكل تحسّر على عدم وجود حبوبة بينهم، المايسترو العقربي كان رقيقا مع موسيقاه ورافقته كمنجته الساحرة، الكل اشترك في كتابة سهرة تونسية العبق تفوح برائحة العود والعنبر والقرنفل سهرة زادها موج البحر سحرا. نرمين صفر؟ نقطة استفهام: الوحيدة التي غيرت فستانها مرتين، الوحيدة التي اثارت السؤال، هل بوجود نرمين صفر يمكن تكريم الهادي حبوبة، نرمين اختيرت فقط لتغني «بميوعة» اغنية «ياببح» و «هالمو» ، هي الوحيدة التي عوّلت على جسدها والاغراء نظرا لغياب الصوت والقدرة على الغناء، رقصت، حاولت اظهار مفاتنها بكل السبل، كل الفساتين عادية باستثناء فستان نرمين صفر فاضح حدّ الغواية، صفر حاولت ان تقدم «الشو» وغنت ايضا «عالشيباني وسع»، حاولت ان تجلب انتباه الجمهور الذي تساءل بعد العرض «هل بوجود نرمين صفر تٌكرّم حبوبة؟ ماهكذا يكرم حبوبة يا سمير». القلمامي ذاكرة الكاف فنان لا يكبر ابدا، صوته قوي قوة جبال الكاف، يسمونه الذاكرة الحية لجهة الكاف، كل اغاني التراث يحفظها، ابن الكاف وذاكرتها الفنان محمد العربي القلمامي كان ضيف شرف سهرة تكريم حبوبة، لم يغن أغاني حبوبة بل قدم اغنيتين من تراث جهته «ريم الفيالة» و «طير الحمام» مع موال كافي الهوى، القلمامي رغم تقدمه في السن كان صوته قويا ومميزا، صوت فنان عاشق لما يقدم. فتحي البجاوي عازف العود الحالم ابدا كطفل حالم امتع الفنان فتحي البجاوي جمهوره، البجاوي رفيق حبوبة لم تمنعه اصابة قدمه من ان يكون نجم العرض، غنى بكل محبة، اهدى اغاني الحفل لحبوبة مؤكدا بعزفه الرقيق أن الفن خالد والفنان خالد رغم المرض. منى التلمودي جنون مميز استاذة مسرح، فنانة مسرحية بامتياز متحصلة على العديد من الجوائز، خاصة عن العمل الاخير «ثورة دون كيشوت» لوليد الدغسني، التلمودي وجدها الجمهور في اداء مختلف لانها شاركت بالغناء والرقص، على الركح كانت جد تلقائية فنانة وظفت قدراتها المسرحية في الحفل، كل تقاسيم وجهها شاركتها الحلم والجنون فكانت مميزة وابهرت الحضور. زهرة الاجنف: صنعت من اختلافها طريقها فنانة مميزة واستثنائية، صوتها «يمس القلب» كما يقول جمهورها، ابنة قفصة الفنانة زهرة الاجنف التي صنعت لنفسها طريقا مختلفا ابدعت في حفل تكريم حبوبة، فنانة لها طريقتها الخاصة في اللباس والاكسسوارات كلما ظهرت في حفل او لقاء الا والطابع التونسي موجود، كانت افضل الاصوات وأجملها على الاطلاق، غنت ببراءة وبراعة واكدت ان اختلافها هو ما صنع تميزها. القلمامي ذاكرة الكاف فنان لا يكبر ابدا، صوته قوي قوة جبال الكاف، يسمونه الذاكرة الحية لجهة الكاف، كل اغاني التراث يحفظها، ابن الكاف وذاكرتها الفنان محمد العربي القلمامي كان ضيف شرف سهرة تكريم حبوبة، لم يغن أغاني حبوبة بل قدم اغنيتين من تراث جهته «ريم الفيالة» و «طير الحمام» مع موال كافي الهوى، القلمامي رغم تقدمه في السن كان صوته قويا ومميزا، صوت فنان عاشق لما يقدم.

بقلم مفيدة خليل
15-08-2017