أغاني للحب والنسيان في عرض « المنسية » قرطاج

بعشرات العازفين والراقصين والمغنين، قدم الفنان المسرحي لسعد بن عبد الله عرض « المنسية » الذي نال إعجاب الجمهور الحاضر الذي صفق للأداء ورقص على أنغام أغان ألف بعضها واكتشف بعضها الآخر في سهرة ستبقى عالقة في الأذهان بحسب ما صرح به العديد من المتابعين لدى خروجهم من المسرح. المنسية عرض غنائي فرجوي ولد من رحم الخوف من اندثار التراث من الذاكرة الجماعية ومن الرغبة في إعادة إحيائه دون تشويهه، وهو عرض يجمع بين فنون الغناء والرقص والفرجة مستلهما تراث جهات عديدة من تونس وحتى مدينة تبسّة في الجزائر، في رحلة تنطلق من دوز إلى قفصة إلى القصرين إلى تبسّة في الجزائر إلى الكاف وصولا إلى تونس العاصمة. صالح الفرزيط، عبد الرحمان الشيخاوي، التليلي القفصي، العروسي الزبيدي، سعيد اللموشي الجزائري وغيرهم من الفنانين، أثثوا بأصواتهم وأغانيهم سهرة من ألف ليلة وليلة تونسية بأغان مثل « لسود مقروني »، « قمرة على قمرة »، « ليلة ملقاك » مع لوحات إيقاعية وكوريغرافيا للفنان رشدي بلقاسمي وباستعمال آلات الدربوكة، الطبلة، البندير، الطنقورة، المزود والزكرة. فكرة العرض بحسب رشدي بلقاسمي المشرف على الكوريغرافيا، تتمحور حول السفر، حيث تم الانطلاق من بلد لآخر وما يرافق ذلك من تغييرات في الموسيقى من الطبوع والايقاعات والرقص، فلكل جهة لها إيقاعاتها وأصواتها التي تختص بها. بدأ العرض بعبارات استهلالية، والثناء على الرسول محمد،ثم استمر مع اثنين من الأغاني على شرف الوليين الصالحين « سيدي بومخلوف » (الذي يقع ضريحه داخل أسوار مدينة الكاف التي يطل عليها من علي) و « البحري بومفتاح » الذي يقع ضريحه في سهل خارج اسوار المدينة تغمره المياه خلال الفيضانات الكبرى. و الى جانب البعد الروحي و الصوفي الذي اضفته هده الأغاني عند انطلاق العرض فهي تقدم وصفا للمكان الدي تجري فيه وقائع الاناشيد الموالية حيث تتكشف احداث الدراما الغنائية. و استمر عرض الاطار المكاني مع الأغنية الثالثة « الريم مروح » بوصف جبال (الكاف ,الدير, الجريصة وعين سنان) محددا الفضاء و المكان الدرامي حيث تمتزج حكايات و خيبات أمل الحب و تتمزق عواطف العشق وأفراح و اتراح الرجال والنساء. هذه الأغاني وضعتنا داخل الديكور ومكنتنا من رؤية شخصيات تحترق مشاعرها في نشوة الحب والخمر: حمة، صالحة، دليلة، فاطمة، صلوحة، هنية، تراكي، بالرمضان … هده الشخصيات تسرد الأحداث في خمسة عشر أغنية الموالية لتصل إلى النشوة النهائية.. اما عن خاتمة العرض فقدمت في الاغنيتين الاخيرتين وهي أغاني صوفية للعيساوية: « سيدي عمر » و « ماني وليدك ».

التونسية
16-08-2014